🔴المؤمن مألوف:
روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: المؤمن مألوف، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف.

• المصدر
وسائل الشيعة ج ١٢ ص ١٥٨

🔴المحور الإلهي والمحور الإنساني:
قال الشيخ محمد تقي مصباح اليزدي: عندما نتعمق في مفاهيم القرآن نجد أن اعتبار الإنسان محورًا هو أمر غير مرغوب فيه من وجهة نظر القرآن، وهو تيار شائع في زماننا يسمى بالاتجاه الإنساني (هيومانيسم) يعتبر الإنسان هو الأصل ثم يقيس كل شيء بالنسبة للإنسان!

ولا يتفق القرآن مع هذا الاتجاه، لأننا نلاحظ أن جميع مفاهيم القرآن وفي أي باب كان، من عقائد وأخلاق ومواعظ وقصص وتشريعات وأحكام فردية واجتماعية و… لها جميعًا محور واحد وهو الله تبارك وتعالى.

فهو عندما يبين لنا قانونًا أو حكمًا يقول: الله الذي أنزل عليكم هذا الحكم، وحينما يريد الحث على خلق معين يقول: إن الله يحبه: {إن الله يحب المقسطين}، {والله يحب الصابرين} {إن الله لا يحب المفسدين}، لهذا فإن محور الأخلاق أيضًا هو الله تبارك وتعالى.

وبناءً على هذا نستطيع أن نقول إنّ المحور في آيات القرآن الكريم هو الله تعالى، وليس المحور هو الإنسان، إذن من الانحراف أن نعتبر الإنسان هو المحور في معارف القرآن، بل لا بدّ من اعتبار الله هو المحور لها، ولا بدّ من الإصرار على ذلك.

• المصدر
معارف القرآن ج ١ ص ١٤

🔴أحيانًا يبث الإنسان سمومه وأحقاده ونفاقه بدعوى الحرص على الدين والدين مما يفعل براء، ولله در الشاعر حين قال:

كـم هاتفٍ باسم الشريعة
قـد شـكت مـنـه الشريعة
خــدع الأنــــــام بجـهـلـه
وأجاد في طرق الخديعة
اتــــرى تـجـيء فـجـيـعـة
بأمض من هـذي الفجيعة

🔴دور الإحسان في زيادة العمر:
روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) : يعيش الناس بإحسانهم أكثر ممّا يعيشون بأعمارهم، ويموتون بذنوبهم أكثر ممّا يموتون بآجالهم.

• المصدر
بحار الأنوار ج ٥ ص ١٤٠

تابع الرد 🔽

🔴إفتاء الأطباء بالحلال والحرام!
يظهر في مواقع التواصل الاجتماعي شخص بعنوان (طبيب) ويفتي الناس بأمور من واضحات الشرع أنها محرمة وحسابها عسير وإذا به بكل بساطة يقول عنها بأنها (حلال) من جهة العلم الحديث وأن الأطباء ينصحون بها!

نعم، هكذا تعلم وأباح للشباب (العادة السرية) وهو يسوق لهم الكلام بطريقة سوقية واضحة البطلان من قبيل: (إنه إن لم يفعلها #يزنجر وينفجر) وغيره من الكلام التافه، ومن ثم يقول: (إن الاستحلام لا أنصح به لأنه يقطعه حين يفيق من النوم) في كلام سوقي آخر باطل أيضًا.

وكل هذا الكلام يعرضه على أنه من (العلم) وأنه مقدم على (الدين) وللتخلص من هذه الشبهة ينبغي التركيز على النقاط الآتية:

#النقطة_الأولى: إن المناط في الحلال والحرام ليس دائمًا أن يكون في الحلال (منفعة) وفي الحرام (مفسدة) من الناحية الدنيوية، فقد تكون بعض المأكولات المحرمة فيها بعض الفوائد والفيتامينات ولكنها تبقى محرمة!

ومثال ذلك: الخمر، فإنه محرم ولو شرب المكلف قطرة واحدة ولم تضر بدنه، كما أن أكل لحم الميتة والحيوان المذبوح على غير الطريقة الشرعية محرم وإن شبع منه ولم يضر بدنه!

وقد نبه القرآن الكريم على ضرورة التفريق بين (المنفعة) الحاصلة من بعض المحرمات والتي لا ترقيها لتكون من (الحلال) قائلاً: {يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِما إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُما أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِما} (البقرة: ٢١٩).

فوجود بعض المنافع في الخمر والميسر لا يلغي أن يكون التعامل بهما إثمًا كبيرًا يستحق عليه فاعله الخلود في نار جهنم لا سيما إذا كان ممن يستخف ذلك الذنب العظيم!

#النقطة_الثانية: إن بعض من ينتسب إلى الطب في مواقع التواصل الاجتماعي هو في الحقيقة (جاهل) فينبغي أخذ المعلومة الطبية من المصدر الموثوق وليس من المشاهير أو الذين يحصل لهم رواج في تلك المواقع بسبب محتواهم المثير للدجل.

وغالبًا ما يصدر هؤلاء أكاذيبهم بعنوان: (أثبتت الدراسات الحديثة كذا وكذا...) من غير إشارة إلى تلك الدراسات وأين أثبتت ذلك؟! مع العلم أنه ليست كل دراسة حديثة تكون رصينة موافق عليها في المجاميع العلمية! ولو طلبت منهم المصدر وأين أثبتت تلك الدراسات كلامه لفر من جوابك!

#النقطة_الثالثة: إن الفقهاء في عملية استخراج الأحكام الشرعية لا يتعاملون مع النصوص بطريقة حشوية تميل إلى التشدد في قبول كل رواية كما أنهم لا يتعاملون معها أيضًا بطريقة حداثوية يطرحون من خلالها كل رواية ولو لشبهة أوهن من بيت العنكبوت.

فقد يطرحون بعض الروايات لأجل بعض الاكتشافات الحديثة بشرط أن يكون العلم الذي اكتشف ظاهرة معينة قطعي بصورة لا يقبل الشك، وليس كلما تقوم نظرية علمية حديثة نفصل الدين على مقاسها حتى لو كانت تلك النظرية قابلة للتشكيك والترديد بين العلماء؛ لأن مرد ذلك إلى التلاعب في أصل الدين.

🔴هم إلى العدو أقرب!
من السخافة أن نرى أهل الإسلام والقبلة مجزرين ونلهي أنفسنا والجمهور بهكذا نقاشات لا تكشف إلا عن سذاجة أصحابها ووقفهم في صف العدو ولكن بإسلوب خجول.

نعم استثني من هذا التوصيف من دافع وناصر قضية الإسلام ولكن من لا يظهر صوته إلا بهذه الاعتراضات البائسة فهو إلى العدو أقرب!!

ثم إنه نعم... لا يوم كيومك يا أبا عبد الله، نظرًا لعظيم شخصيته وكونه خاتم أهل الكساء، ولكن كل مجزرة وكل فجيعة تحدث في ديار الإسلام يمكن أن يقال عنها كربلاء يمكن أن نقايس البشاعة بالبشاعة والجرم بالجرم، ولكن لا نشابه الأشخاص بالأشخاص!

فالاعتراض على توصيف المجازر بكربلاء اعتراض سخيف، فالكل لا يقصد من هذا التوصيف إلا تشبيه الجريمة بالجريمة لا الأشخاص بالأشخاص ولا المقام بالمقام.

ثم من قال إن تذكر فاجعة من فواجع أهل البيت (عليهم السلام) عند أي فاجعة أخرى هو من باب التشبيه في المقامات؟! مع أن أهل العصمة والطهارة أمرونا أن نتذكرهم في كل فاجعة تصيب المسلمين!

فقد روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (وإذا أُصبت بمصيبة فاذكر مُصابك برسول الله (صلى الله عليه وآله) فإن الخلق لم يصابوا بمثله قط) [وسائل الشيعة ج ٣ ص ٢٦٧].

فتذكر المصائب والمآسي الأخرى لأهل المقامات الرفيعة مؤنس ومسل لأهل المصائب الأدون منها بمقايسة الأشخاص، ولكن هؤلاء لا ينتقدون هذه الانتقادات حبًا بالحسين (عليه السلام) بل لإظهار الولاء للعدو المشترك!

🔴ما سلككم في سقر؟!
قال السيد محمد الصدر: لاحظ معي، للتنظير، قوله تعالى : {ما سلككم في سقر} ولم يقل أحدهم: ما أدخلكم الجنة؟! لأنَّ الأصل في الإنسان هو دخول الجنة، ولا عجب من دخولها، بعد سعة الرحمة وعدم المانع من قبل العبد، وإنما العجب والتساؤل يكون فيما إذا دخل الفرد سقر، ولم تقتض الرحمة على سعتها أن يدخل الجنة، فأي جناية على النفس وأي ظلم؟!.

• المصدر
فقه الأخلاق ج ١ ص ٢٤٧

تابع الموضوع 🔽

🔴بين العلماء المتقدمين والمتأخرين:
عادة ما يذكر هذا السؤال: هل العلماء القدماء أكثر علمًا من المتأخرين؟ وبالطبع لم يترك الفقهاء الإجابة عن هذا السؤال ولكن نستهدي أولاً ببعض الأحاديث التي نقلت عن العامة والخاصة في معرفة الجواب على هذا السؤال.

فقد روى الشيخ الصدوق عن النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) أنه قال: (وأعلم الناس من جمع علم الناس إلى علمه) [الأمالي ص ٧٣]، وفي الخصال عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (سُئل أمير المؤمنين (عليه السلام) عن أعلم الناس، قال: من جمع علم الناس إلى علمه) [الخصال ص ٥].

ومن الطبيعي أن يكون للمتأخر من العلم ما لم يكن للمتقدمين، إذ يمكن للمتأخر أن يجمع علوم من سبقه ولكن لا يتأتى لمن تأخر عنه أن يدرك علمه أو يطالعه لعلة الزمان، وليس شرطًا أن يكون كل من سبق المتأخرين بالأخبار والأحاديث يكون أفقه منهم وأعلم.

ومن هنا روي عن النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) أنه خطب الناس في مسجد الخيف فقال: (نضر الله عبدًا سمع مقالتي فوعاها وحفظها وبلغها من لم يسمعها، فرب حامل فقه غير فقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه) [وسائل الشيعة ج ٢٧ ص ٨٩].

وعلى ذلك يمكن نستخرج من الأحاديث المتقدمة العلة والمناط في جعل المتأخر أكثر علمًا من المتقدم وهو (الزيادة على علم المتقدمين) ولم يغفل الفقهاء عن هذه الإجابة وكان ممن أجاب بها السيد العلامة مهدي القزويني في كتابه: (الاستعداد لتحصيل ملكة الاجتهاد) إذ قال:

(إن المتأخرين على الشهيد الثاني قد زادوا عليه كثيرًا من وجوه الأدلة والأحكام وهو قد زاد على الشهيد الأول، وقد زاد الشهيدان على الفاضلين، والفاضلان على السيدين والشيخين، والسيدان والشيخان على من تقدمهما).

ثم قال: (وقد جرت سنة الله في عباده وبلاده بتكامل العلوم والصنائع يومًا فيومًا على كرور الأزمان والأيام والسنين والأعوام بتلاحق الأفكار واتساع الأنظار وزيادة كل لاحق على سابق، ومتأخر على متقدم، إما بزيادة تتبعه وفهمه أو عثوره على ما لم يعثر عليه الأول، أو لأن أفكار الأوائل وأنظارهم قد هيأت له فكرًا زائدًا ونظرًا صائبًا فزاد عليهم بما أخذ عنهم) [الإستعداد لتحصيل ملكة الاجتهاد ص ٢٧٥].

وعلى هذا الأساس يكون استدلال المتأخرين في القرآن الكريم والسنة المطهرة أكثر شمولاً من استدلالات المتأخرين، وقد نقل السيد القزويني عن خاله السيد مهدي بحر العلوم أنه قال:

(وكثيرًا ما يدّعي أحدهم أن المسألة خالية من النص، ثم يأتي آخر فيها بنص أو نصوص معتبرة، بل صحيحة من الكتب الأربعة فضلاً عن غيرها، والاستدراك بالنص على الشهيد الثاني كثير جدًا، واستقصاء المواضع التي اتفق له أو لغيره يفضي إلى غاية التطويل) [الاستعداد لتحصيل ملكة الاجتهاد ص ٢٧٦].

وإذا لاحظنا أن الشهيد الثاني كان يعتمد على الشهيد الأول والذي هو بدوره يعتمد على القدماء وينقل عنه قوله في بعض استدلالاته: (إن السلف قد كفونا مؤونته بكدهم وكدحهم وجمعهم السنة والأخبار وتعديلهم الرجال وغير ذلك).

ثم علّق عليه الشهيد الثاني بأن الأدلة صارت أكثر وضوحًا ونقاء في: (زمان الشهيد لزيادة سعيه وسعي من بعده في تنقيحه وتهذيبه وطريق العمل به) [رسائل الشهيد الثاني ج ٢ ص ٧٧١]، ومع ذلك عثر على نقوصات كثيرة في استدلالاتهم.

وهكذا الحال في المتقدمين كالشيخ الكليني والصدوق إذ لا يمكن لأحد من الفقهاء أن يستدل في الفقه على مسألة ما بمجرد الاكتفاء بروايات الشيخ الكليني ومن دون النظر في روايات الشيخ الصدوق والطوسي؛ لأنه ليس كل ما كان عند الأول موجود عند الآخرين.

وللشيخ الفياض إجابة أيضًا عن شبهة كون الأعلم من العلماء هم القدماء كالشيخ الطوسي يرجعه إلى تطور علم الأصول ومدى تأثيره على علم الفقه بدوره.

إذ قال ما نصه: (إن هذا مجرد افتراض وليس له واقع موضوعي؛ إذ لا شبهة في أن الأعلم بالمعنى المشار إليه آنفًا إنما هو بين العلماء المتأخرين بالنسبة إلى المتقدمين.

والشاهد على ذلك هو تطور علم الأصول وعلم الفقه بنحو قد أصبحا أكثر عمقًا واستيعابًا وأكثر دقة وصرامة على أساس أنهما علمان مترابطان بترابط متبادل على مستوى واحد في طول التأريخ.

فكلما كان البحث الأصولي النظري أكثر دقة وعمقًا وأوسع شمولاً كان يتطلب في مجال التطبيق دقة أكبر والتفاتًا أوسع وأشمل، ومن الواضح أنهما لم يكونا موجودين بهذه الدرجة من التطور والسعة في الأزمنة السابقة) [منهاج الصالحين ج ١ ص ٨].

🔴لم يجدوا سوى الإيذاء والحقد:
قال الشهيد مرتضى مطهري: في التأريخ مصلحون عظام سعوا إلى إصلاح شؤون المجتمع وتحملوا في سبيل ذلك أنواع العذاب، ولكنهم لقاء ذلك لم يجدوا من الناس سوى الإيذاء والحقد.

•المصدر
محمد وعلي النبي والإمام ص ٣٠١